اعدام ميت
17 فبراير 2018 الساعة 2:03 صباحا
بقلم إسلام الشاطر نقلا عن المصرى اليوم
منذ عدة أيام كان هناك اجتماع لاتحاد الكرة، وكانت هناك أنباء عن عودة الجمهور للمدرجات قبل هذا الاجتماع، وجاء الاجتماع وخرج بعده الاتحاد المصرى لكرة القدم بعدة قرارات أهمها عودة الجمهور وبنسبة أكبر مما كان متواجدا من قبل!! سابقا كان يدخل المباريات ٧٥ مشجعا لكل فريق، بعد هذا الاجتماع الأخير تمخض الجبل فولد فأرا وقرر اتحاد الكرة دخول ٣٠٠ مشجع!!! الكل كان ينتظر هذا القرار لأنه قرار حيوى بكل المقاييس، وكرة القدم بدون جمهور هى عبارة عن تقسيمة ودية ما بين فريقين، فالجمهور هو أساس هذه اللعبة واللاعب فى الملعب يبدع ويتألق بسبب الجمهور عندما يكون فى الملعب طبعا، حتى المدربون يبدعون فى وجود الجمهور، حتى الاستوديوهات التحليلية البعيدة عن الملعب والتى تقام فى أماكن مقفلة، خبراؤها ومحللوها يبدعون فى وجود الجمهور.. الجمهور هو العامل الأول والأساسى لجمال وعشق هذه الرياضة. ولكن أن يكون العدد ٧٥ ثم يصبح ٣٠٠ بصراحة أول ما قرأت القرار أصبحت محبطا وبشدة، ولست وحدى المحبط ولكن الكثيرين ممن كانوا ينتظرون قراراً أقوى من ذلك من اتحاد الكرة أصابهم إحباط شديد.
ولكن أمس الأول خرجت علينا أخبار من اتحاد الكرة تفيد بإلغاء القرار المحبط الأول بعودة الجمهور ورجوع الاتحاد فى قراره لحين وصول الموافقات الأمنية، ورجوع العدد إلى ٧٥ فردا أو مشجعا مرة أخرى!!! اتحاد كرة القدم يأخذ قرار عودة الجمهور ويصدره للإعلام دون موافقة الأمن!، تخبط ما بعده تخبط، وعدم مسؤولية من أعضاء الاتحاد باتخاذ قرار حتى ولو كان محبطا ثم الرجوع فى هذا القرار مرة أخرى.
على أى أساس تم اتخاذ القرار، وهل تُتخذ القرارات فى عودة الجمهور دون الرجوع للداخلية..
هناك شىء غير صحيح أو غامض فى هذا الموضوع، فما هو الشىء الصعب فى تأمين ٣٠٠ فرد فى كل مباراة؟ وإذا كان تأمينهم صعبا أو خطرا فلماذا خرج اتحاد الكرة وأعاد الأمل للناس حتى ولو كان ضعيفا دون معرفة الأمن أو دون الموافقات الأمنية؟ نعم هناك حالة إحباط كبيرة فى الوسط الرياضى بين الجماهير على الأقل لعدم عودة الجمهور، لأن اتحاد الكرة أعطى الأمل ثم سحبه سريعا بسبب الأمن كما يقال دائما، ولكن قد يكون السبب لأن الجيش المصرى والشرطة فى حرب على الاٍرهاب فى سيناء، والكل يقف خلف الجيش والشرطة أو البلد فى حربها الضروس على الاٍرهاب، هذا هو العذر الوحيد لاتحاد الكرة.. ولكن يجب أيضا على اتحاد كرة القدم دراسة القرارات قبل إصدارها، لأن الكل ينتظر بالفعل عودة الجمهور، فالمباريات دون جمهور ليس لها طعم ولا لون ولا رائحة. كل ما أتمناه عودة ولو جزئية للجمهور بالتنسيق مع الأمن طبعا. ومن ضمن القرارات التى تم اتخاذها وجود الجمهور بعدد محدد ٥٠٠٠ فى مباريات الكأس. طبعا قرار رائع ويمثل عودة ولو جزئية للجمهور. ولكن أتمنى ألا يخرج علينا اتحاد الكرة خلال الأيام القادمة ويأخذ قراراً آخر يلغى هذا القرار،
وفِى الآخر كل ما يقال أن الموافقات الأمنية لم تصل. عدم عودة الجمهور هو بمثابة إعدام للبقية الباقية من الحياة الرياضية.